{ وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ } التعريف الوضيع والعرفي بالمولى والغني الآية { لِّيَقُولواْ } يعني الأشراف الأغنياء { أَهَؤُلاءِ } يعني الفقراء والضعفاء { مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَآ } قال الكلبي : كان الشريف إذا نظر إلى الوضيع قد آمن قبله حمى أنفاً أن يسلم ويقول : سبقني هذا بالإسلام فلا يسلم { أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ } يعني المؤمنين وهذا جواب لقوله { أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَآ } وقيل : أليس اللّه أعلم بالشاكرين ، من يشكر على الإسلام إذا هديته له .
العلاء بن بشير عن أبي بكر الناجي عن أبي سعيد الخدري قال : " كنت في عصابة فيها ضعفاء المهاجرين ، وإن بعضهم يستر بعضاً من العري وقارىء يقرأ علينا ونحن نستمع إلى قراءته فقال النبي صلى الله عليه وسلم حتى قام علينا فلما رأى القارىء سكت ، فسلم وقال : ما كنتم تصنعون ؟ قلنا : يا رسول اللّه كان قارىء يقرأ علينا ونحن نستمع إلى قراءته ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم الحمد للّه الذي جعل في أمتي من أمرت أن أُصبر نفسي معهم ثم جلس وسطنا ليعدل نفسه فينا ثم قال هكذا بيده هكذا ، فحلق القوم وبرزت وجوههم فلم يعرف رسول اللّه صلى الله عليه وسلم منهم أحداً وكانوا ضعفاء المهاجرين . فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أبشروا صعاليك المهاجرين بالفوز التام يوم القيامة تدخلون الجنة قبل أغنياء المؤمنين بنصف يوم مقداره خمس مائة سنة " .
هشام بن سليمان عن أبي يزيد الرقاشي عن أنس قال : " قال النبي صلى الله عليه وسلم " يا معشر الفقراء إن اللّه رضي لي أن أتأسى بمجالسكم وأن اللّه معنا فقال : { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ } [ الكهف : 28 ] فإنها مجالس الأنبياء قبلكم والصالحين " .
معاوية بن مرّة عن عائذ بن عمرو : " أن سلماناً وصهيباً وبلالا كانوا قعدوا فمر بهم أبو سفيان فقالوا له : ما أخذت سيوف الله من عنق عدو اللّه مأخذها بعد . فقال لهم أبو بكر ( رضي الله عنه ) : تقولون هذا لشيخ قريش وسيّدها ثم أتى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال : " يا أبا بكر لعلك أغضبتهم إن كنت أغضبتهم فقد أغضبت ربك " فوقع أبو بكر فيهم فقال : لعلي أغضبتكم ؟ قالوا : لا يا أبا بكر يغفر اللّه لك " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.