الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَوۡ جَعَلۡنَٰهُ مَلَكٗا لَّجَعَلۡنَٰهُ رَجُلٗا وَلَلَبَسۡنَا عَلَيۡهِم مَّا يَلۡبِسُونَ} (9)

{ بسم الله الرحمن الرحيم }{[19166]} قوله ( تعالى ){[19167]} : { ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا } الآية [ 10 ] .

المعنى : لو جعلنا الرسول إليهم ملكاً لجعلناهُ في صورة رجل ، لأنهم لا يستطيعون مخاطبة الملك على هيئته ، ولا يرونه{[19168]} .

قال ابن عباس : معنى { لقضي{[19169]} الأمر } أي : لو رأوه لماتوا من صورته ، ولا يخاطبهم إلا مَن هو في صورة الآدمي ، فإذا كان رجلاً كان ذلك أكثر لبسا{[19170]} عليهم فيقولون : هو ساحر كذاب{[19171]} .

قال أبو{[19172]} إسحاق : كانوا يقولون لضعفتهم : إنما محمد بشر ، لا فرق بينكم وبينه ، فيلبسون عليهم بهذا ، فأعلم الله نبيه أنه لو أنزل ملكا لأنزله في صورة رجل ، إذ{[19173]} كانوا لا يقدرون على رؤية الملك في صورته كما سألوا ، ولكان يقع عليهم من اللبس ما وقع عليهم في محمد{[19174]} .

يقال : ( لبست الأمر ) : ( أي ){[19175]} أشكلته وشبهته{[19176]} ، أي : أدخلت فيه الشبه{[19177]} . ومُخرج قوله : { وللبسنا } مُخرج قوله : { يستهزئ بهم }{[19178]} ، لأنه مجازاة لفعلهم ، فسمي باسمه ، وليس به{[19179]} .


[19166]:ساقطة من ب ج د.
[19167]:ساقطة من ب ج د.
[19168]:انظر: معاني الفراء 1/328، وغريب ابن قتيبة 151، وتفسير الطبري 11/268، ومعاني الزجاج 2/231.
[19169]:د: لقي.
[19170]:د: لباساً.
[19171]:انظر: تفسير الطبري 11/268 وما بعدها.
[19172]:الظاهر من الطمس في (أ) أنها كما أثبت، ب ج د: ابن.
[19173]:مطموسة في أ. ب: إذا.
[19174]:انظر: إعراب النحاس 1/537.
[19175]:ساقطة من ب ج د.
[19176]:انظر: معاني الزجاج 2/231، واللسان: لبس.
[19177]:انظر: اللسان: شبه.
[19178]:البقرة آية 14.
[19179]:انظر: تفسير الفاتحة والبقرة 161.