الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَهۡلَكَنِيَ ٱللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوۡ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ ٱلۡكَٰفِرِينَ مِنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ} (28)

{ قُلْ } يا محمد لمشركي مكّة ، الذين يتمنّون هلاكك ، ويتربّصون بك ريب المنون ، { أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ } فأماتني { وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا } أبقانا وأخّر في آجالنا { فَمَن يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } فإنّه واقع بهم لا محالة ، وهذا اختيار الحسين بن الفضل ومحمد بن الحسن .

وقال بعضهم : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ } فعذّبني ( ومَنْ معي أو رحمنا ) غفر لنا ( فمن يُجير الكافرين من عذاب أليم ) ونحن معاً إنّما خائفون من عذابه ؛ لأنّ له أن يأخذنا بذنوبنا ويعاقبنا ويهلكنا ؛ لأنّ حكمه جائز وأمره نافذ ، وفعله واقع في ملكه ، فنحن مع إيماننا خائفون من عذابه ، فمن يمنعكم من عذاب الله وأنتم كافرون ؟ وهذا معنى قول ابن عباس واختيار عبد العزيز ابن يحيى وابن كيسان .