السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَهۡلَكَنِيَ ٱللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوۡ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ ٱلۡكَٰفِرِينَ مِنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ} (28)

{ قل } أي : يا أكرم الخلق لهؤلاء الذين طال تضجرهم منك وهم يتمنون هلاكك ، كما قال تعالى : { أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون } [ الطور : 30 ] { أرأيتم } أي : أخبروني خبراً أنتم في الوثوق به على ما هو كالرؤية { إن أهلكني الله } أي : أماتني بعذاب أو غيره ، الذي له من الجلال والإكرام ما يعصم به وليه ويقصم عدوه .

وقرأ : قل أرأيتم في الموضعين ، نافع بتسهيل الهمزة بعد الواو ، ولورش أيضاً إبدالها ألفاً ، وأسقطها الكسائي والباقون بالتحقيق ، وإذا وقف حمزة سهل الهمزة ، وقرأ : { إن أهلكني الله } حمزة بسكون الياء والباقون بفتحها ، ومن سكن الياء رقق اللام من الاسم الجليل ، ومن فتحها فخم . { ومن معي } أي : من المؤمنين { أو رحمنا } أي : بالنصر وإظهار الإسلام كما نرجو ، فأنجانا بذلك من كل سوء ، ووقانا كل محذور ، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحفص بفتح الياء ، والباقون بالسكون . { فمن يجير الكافرين } أي : العريقين في الكفر ، بأن يدفع عنهم ما يدفع الجار عن جاره ، { من عذاب أليم } أي : لا مجير لهم منه .