فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَهۡلَكَنِيَ ٱللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوۡ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ ٱلۡكَٰفِرِينَ مِنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ} (28)

{ قل أرأيتم إن أهلكني الله } بموت أو قتل ، كقوله : { وإن امرؤ هلك } ، أو بالعذاب ، { ومن معي } من المؤمنين { أو رحمنا } بتأخير ذلك إلى أجل ، أو لم يعذبنا . { فمن يجير الكافرين من عذاب أليم } ، أي فمن يمنعهم ويؤمنهم من العذاب ، والمعنى : أنه لا ينجيهم من ذلك أحد ، سواء أهلك الله رسوله والمؤمنين معه ، كما كان الكفار يتمنونه أو أمهلهم .

وقيل : المعنى إنا مع إيماننا بين الخوف والرجاء ، فمن يجيركم مع كفركم من العذاب ، ووضع الظاهر موضع المضمر للتسجيل عليهم بالكفر ، وبيان أنه السبب في عدم نجاتهم . وتعليل نفي الإجارة به ؛ وأرأيتم بمعنى أخبروني ، كما ذكره بعض المفسرين ، وأنها إذا كانت كذلك ، تنصب مفعولين ، الأول مفرد والثاني جملة استفهامية ، ولا شيء منهما هنا ؛ فكأن الجملة الشرطية سدت مسد المفعولين .

وقوله : { فمن يجير } إلخ ، جواب الشرط ، وفي تسببه على الشرط بعد ، ويمكن أن يقال الجواب محذوف تقديره ، فلا فائدة لكم في ذلك ، ولا نفع يعود عليكم ، لأنكم لا مجير لكم من عذاب الله .