فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَهۡلَكَنِيَ ٱللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوۡ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ ٱلۡكَٰفِرِينَ مِنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ} (28)

{ قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا . }

أمر من الله سبحانه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول لقومه الذين كانوا يتمنون موته ؛ كما قال المولى تبارك اسمه : { أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون }{[7394]} : -أرأيتم إن مت ومات أصحابي ، أو أدخلنا ربنا في رحمته فماذا ينقذكم من بأس الله وانتقامه ؟ !

{ فمن يجير الكافرين من عذاب أليم ( 28 ) }

لا يجيركم إلا الإيمان والتوبة . أما هلاكنا أو نصرنا عليكم فلن يخلصكم بطش ربنا . ولن يحول بينكم وبين عذابه ؛ [ ويتضمن ذلك حثهم على طلب الخلاص من العذاب بالإيمان ]{[7395]} .

ولن تغني عنكم أموالكم ولا أرحامكم ولا أولادكم ولا أصنامكم ولا شياطينكم .

ولقد أعذر الله تعالى إلى خلقه ، وبين لهم كيف يتعادون ويتخاذلون يوم القيامة : { وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي . }{[7396]} .


[7394]:- سورة الطور. الآية 30.
[7395]:- مما أورد الألوسي.
[7396]:- سورة إبراهيم – عليه السلام- من الآية 2.2.