الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَأَنتَ حِلُّۢ بِهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ} (2)

{ وَأَنتَ } يا محمّد { حِلٌّ } حلال { بِهَذَا الْبَلَدِ } تصنع ما تريد من القتل والأسر ، وذلك أنّ الله سبحانه أحلّ لنبيّه صلى الله عليه وسلم مكّة يوم الفتح حتّى قاتل وقتل ، وأحلّ ما شاء وحرم ما شاء ، وقتل ابن خطل وهو متعلّق بأستار الكعبة ، ومقيّس بن صبابة وغيرهما ثمّ قال : " من دخل دار أبي سفيان فهو آمن " فأحلّ دم ابن خطل وأصحابه وحرّم دار أبي سفيان ، ثمّ قال صلى الله عليه وسلم : " إنّ الله حرّم مكّة يوم خلق السماوات والأرض ، فهي حرام إلى أن تقوم الساعة ، لم تحلّ لأحد قبلي ولا يحلّ لأحد بعدي ولم يحلّ لي إلاّ ساعة من نهار ، فلا يعضد شجرها ولا نختلي خلالها ولا نفر صيدها ولا يحلّ لقطتها إلاّ المنشد " .

فقال العبّاس : يا رسول الله إلاّ الأذخر فإنّه لقيوتنا وقتورنا وبيوتنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إلاّ الأذخر " .

وقال شرحبيل بن سعد : معنى قوله : { وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ } قال : يحرّمون أن تقتلوا بها صيداً أو يعضدوا بها شجرة ، ويستحلّون إخراجك وقتلك . { وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ } قال عكرمة وسعيد ابن جبير : ( الوالد ) الذي يولد له ( وما ولد ) العاقر الذي لا يولد له ، وروياه عن ابن عبّاس وعلي ، هذا القول تكون ما بقيا ، وهو يُعبد ولا تصحّ إلاّ بإضمار . عطية عنه : الوالد وولده . مجاهد وقتادة والضحّاك وأبو صالح : ووالد آدم وما ولد ولده .