الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡعُسۡرَىٰ} (10)

{ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى } أي للعمل بما لا يرضى الله حتى يستوجب به النار ، فكأنه قال : نخذله ونؤذيه إلى الأمرّ العسير ، وهو العذاب . وقيل : سندخله جهنم ، والعسرى اسم لها .

فإنْ قيل : فأي تيسير في العسرى ؟ قيل : إذا جمع بين كلامين أحدهما ذكر الخير والآخر ذكر الشر جاز ذلك ، كقوله :

{ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [ آل عمران : 21 ] [ التوبة : 34 ] [ الانشقاق : 24 ] .

أخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن حمدان قال : حدّثنا ابن ماهان محمد بن صي قال : حدّثنا شعبة ، عن الأعمش ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن علي بن أبي طالب : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في جنازة فأخذ عوداً فجعل ينكث في الأرض ، فقال : " ما منكم من أحد إلاّ قد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار " ، فقال رجل : يا رسول الله ، أفلا نتكّل ؟ فقال " اعملوا فكلٌّ ميسّر " ، ثم قرأ { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى } الآيات " .