القول في تأويل قوله تعالى : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مّاذَآ أَنْزَلَ رَبّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ الأوّلِينَ } .
يقول تعالى ذكره : وإذا قيل لهؤلاء الذين لا يؤمنون بالاَخرة من المشركين : ماذَا أَنْزَلَ رَبّكُمْ أيّ شيء أنزل ربكم ؟ قالوا : الذي أنزل ما سطّره الأوّلون من قبلنا من الأباطيل . وكان ذلك كما :
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ماذَا أنْزَلَ رَبّكُمْ قالُوا أساطِيرُ الأوّلِينَ يقول : أحاديث الأوّلين وباطلهم ، قال ذلك قوم من مشركي العرب كانوا يقعدون بطريق من أتى نبيّ الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا مرّ بهم أحد من المؤمنين يريد نبيّ الله صلى الله عليه وسلم ، قالوا لهم : أساطير الأوّلين ، يريد : أحاديث الأوّلين وباطلهم .
حدثني المثنى ، قال : حدثنا عبد الله بن صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : أساطِيرُ الأوّلِينَ يقول : أحاديث الأوّلين .
وقوله { وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم } الآية ، الضمير في { لهم } لكفار مكة ، ويقال إن سبب الآية كان النضر بن الحارث ، سافر عن مكة إلى الحيرة وغيرها ، وكان قد اتخذ كتب التواريخ والأمثال ككليلة ودمنة ، وأخبار السندباد ، ورستم ، فجاء إلى مكة ، فكان يقول : إنما يحدث محمد بأساطير الأولين ، وحديثي أجمل من حديثه ، وقوله { ماذا } يجوز أن تكون «ما » استفهاماً ، و «ذا » بمعنى الذي ، وفي { أنزل } ضمير عائد ، ويجوز أن يكون «ما » و «ذا » اسماً واحداً مركباً ، كأنه قال : أي شيء وقوله { أساطير الأولين } ليس بجواب على السؤال لأنهم لم يريدوا أنه نزل شيء ولا أن تم منزلاً ، ولكنهم ابتدوا الخبر بأن هذه { أساطير الأولين } ، وإنما الجواب على السؤال ، قول المؤمنين في الآية المستقبلة
{ خيراً } [ النحل : 30 ] وقولهم : { أساطير الأولين } إنما هو جواب بالمعنى ، فأما على السؤال وبحسبه فلا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.