الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَآ أَنزَلَ رَبُّكُمۡ قَالُوٓاْ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (24)

{ مَّاذَآ } منصوب بأنزل ، بمعنى : أي شيء { أَنزَلَ رَبُّكُمْ } أو مرفوع بالابتداء بمعنى : أي شيء أنزله ربكم ، فإذا نصبت فمعنى { أساطير الأولين } ما يدّعون نزوله أساطير الأوّلين ، وإذا رفعته فالمعنى : المنزل أساطير الأوّلين ، كقوله : { مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العفو } [ البقرة : 219 ] فيمن رفع .

فإن قلت : هو كلام متناقض ، لأنه لا يكون منزل ربهم وأساطير ؟ قلت : هو على السخرية كقوله : { إِنَّ رَسُولَكُمُ } [ الشعراء : 27 ] وهو كلام بعضهم لبعض ، أو قول المسلمين لهم ، وقيل : هو قول المقتسمين : الذين اقتسموا مداخل مكة ينفرون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا سألهم وفود الحاج عما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالوا أحاديث الأوّلين وأباطيلهم .