الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَآ أَنزَلَ رَبُّكُمۡ قَالُوٓاْ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (24)

ثم قال تعالى : { وإذا قيل لهم ما ذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين } [ 24 ] .

" ما " رفع بالابتداء و " ذا{[38745]} " بمعنى : الذي ، خبر ل " ما " و " أساطير " رفع على إضمار مبتدأ{[38746]} ، أي : هو أساطير الأولين{[38747]} . والمعنى : وإذا قيل هؤلاء الذين لا يؤمنون{[38748]} من المشركين ما ذا أنزل ربكم ؟ قالوا : الذي أنزله هو{[38749]} ما سطره الأولون من قبلنا من الأباطيل{[38750]} . قال قتادة : أساطير الأولين أحاديث الأولين وأباطيلهم . قال : ذلك قوم من مشركي العرب كانوا يقعدون بطريق من يأتي نبي الله صلى الله عليه وسلم فإذا مر{[38751]} أحد من المؤمنين يريد النبي صلى الله عليه وسلم قالوا لهم أساطير الأولين /أي : أحاديثهم{[38752]} .

قال ابن عباس : نزلت في النضر بن الحارث ، وكان من شياطين قريش ، وكان ممن يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم . روي أنه خرج إلى الحيرة فاشترى أخبار العجم وأحاديث كليلة ، وكان يقرؤها على قريش ، ويقول : ما يقرأ محمد على أصحابه إلا أساطير الأولين{[38753]} .


[38745]:ط: "أذا".
[38746]:انظر: هذا الإعراب في معاني الزجاج 3/194 وإعراب النحاس 2/394 والمشكل 2/13 والكشاف 2/406 والمحرر 10/174 والبيان 2/493. 2 وهو قول الكسائي، انظر: إعراب النحاس 2/394.
[38747]:?????
[38748]:ط: "لا يؤمنون بالآخرة... ".
[38749]:ق: وهو".
[38750]:وهو تفسير ابن جرير، انظر: جامع البيان 14/94.
[38751]:ط : فإذا أمر أحد.
[38752]:انظر قول قتادة: في جامع البيان 14/95
[38753]:ورد هذا الأثر في المحرر 10/174، والجامع 10/64، ولم يسنداه.