{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ } أي : وإذا قال لهؤلاء الكفار المنكرين المستكبرين قائل : ماذا أنزل ربكم ؟ أي : أيّ شيء أنزل ربكم ؟ أو ماذا الذي أنزل ؟ قيل : القائل النضر بن الحارث والآية نزلت فيه ؛ فيكون هذا القول منه على طريق التهكم ؛ وقيل : القائل هو من يفد عليه ؛ وقيل : القائل المسلمون ، فأجاب المشركون المنكرون المستكبرون ف{ قالوا أساطير الأولين } بالرفع أي : ما تدّعون أيها المسلمون نزوله أساطير الأوّلين ، أو أن المشركين أرادوا السخرية بالمسلمين فقالوا : المنزل عليكم أساطير الأوّلين . وعلى هذا فلا يرد ما قيل من أن هذا لا يصلح أن يكون جواباً من المشركين ، وإلاّ لكان المعنى الذي أنزله ربنا أساطير الأوّلين والكفار لا يقرّون بالإنزال ، ووجه عدم وروده هو ما ذكرناه ؛ وقيل : هو كلام مستأنف ، أي : ليس ما تدّعون إنزاله أيها المسلمون منزلاً بل هو أساطير الأوّلين ؛ وقد جوّز على مقتضى علم النحو نصب «أساطير » وإن لم تقع القراءة به ، ولا بدّ في النصب من التأويل الذي ذكرنا ، أي : أنزل على دعواكم أساطير الأوّلين ، أو يقولون ذلك من أنفسهم على طريق السخرية . والأساطير : الأباطيل والترّهات التي يتحدّث الناس بها عن القرون الأولى . وليس من كلام الله في شيء ، ولا مما أنزله الله أصلاً في زعمهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.