إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَآ أَنزَلَ رَبُّكُمۡ قَالُوٓاْ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (24)

{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ } أي لأولئك المنكِرين المستكبرين ، وهو بيانٌ لإضلالهم غِبَّ بيانِ ضلالهم { مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ } القائلُ : الوافدون عليهم أو المسلمون أو بعضٌ منهم على طريق التهكم ، وماذا منصوبٌ بما بعده أو مرفوع ، أي أيَّ شيءٍ أنزل أو ما الذي أنزله { قَالُواْ أساطير الأولين } أي ما تدّعون نزوله ، والمنزلُ بطريق السخرية أحاديثُ الأولين وأباطيلهم وليس من الإنزال في شيء ، قيل : هؤلاء القائلون هم المقتسمون الذين اقتسموا مداخلَ مكةَ ينفِّرون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند سؤال وفودِ الحاجِّ عما نزل عليه السلام .