الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَأُمُّهُۥ هَاوِيَةٞ} (9)

وقوله تعالى : { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } قال كثير من المفسرين : المرادُ بالأُمِّ نَفْسُ الهَاوِيَةِ ، وهذا كما يقال للأَرْضِ : أم الناس ؛ لأنها تُؤوِيهِمْ ، وقال أبو صالح وغيره : المُرَادُ أُم رأْسِه ؛ لأَنَّهُمْ يَهْوُونَ عَلى رُؤوسِهم ؛ وَرَوى المبرِّدُ «أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لرَجُلٍ : لاَ أُمَّ لَكَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، تَدْعُوني إلَى الهدى وَتَقُولُ : لاَ أُمَّ لَكَ ، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : إنَّما أَرَدْتُ لاَ نَارَ لَكَ ، قال اللَّهُ تعالى : { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } » .