اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَأُمُّهُۥ هَاوِيَةٞ} (9)

5293- هَوَتْ أمُّهُ ما يَبْعَثُ الصُّبْحَ غَادِياً *** ومَاذَا يُؤدِّي اللَّيلُ حينُ يَثُوبُ{[60757]}

فكأنه قال تعالى : من خفت موازينه فقد هلك .

وقيل : الهاوية من أسماء النار ، كأنها النار العميقة يهوي أهل النار فيها ، والمعنى : فمأواهم النار .

وقيل للمأوى : أم ، على سبيل التشبيه بالأم ، كما يأوي إلى أمه ، قاله ابن زيد .

ومنه قول أمية بن أبي الصلت : [ الكامل ]

5294- فالأرْضُ مَعْقِلُنَا وكَانَتْ أمَّنَا *** فِيهَا مَقابِرُنَا وفِيهَا نُولَدُ{[60758]}

ويروى أن الهاوية اسم الباب الأسفل من النار .

وقال عكرمة : لأنه يهوي فيها على أم رأسه{[60759]} .

وذكر الأخفش والكلبي وقتادة : المهوى والمهواة ما بين الجبلين ، ونحو ذلك ، وتهاوى القوم في المهواة إذا سقط بعضهم في أثر بعض .

وقرأ طلحة{[60760]} : «فإمّه » بكسر الهمزة ، نقل ابن خالوية عن ابن دريد ، أنها لغة النحويين ، لا يجيزون ذلك إلا إذا تقدمها كسرة أو ياء .

وقد تقدم تحقيق ذلك في سورة «النساء » .


[60757]:البيت لكعب بن سعد الغنوي ينظر الأصمعيات ص 95، والكشاف 4/789، واللسان (أمم، هوى)، والقرطبي 20/114، والبحر 8/504، والدر المصون 6/564.
[60758]:ينظر القرطبي 20/114.
[60759]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/677)، عن قتادة وأبي صالح وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/655)، عن عكرمة وعزاه إلى ابن أبي حاتم.
[60760]:ينظر: المحرر الوجيز 5/517، والبحر المحيط 8/504، والدر المصون 6/564.