ثم أخْبَر تعالى أنّ الناسَ مَسْؤولونَ يَوْمَئِذٍ عَنْ نعيمِهم في الدنيا ؛ كيفَ نالُوه ولِمَ آثَرُوهُ ، وتَتَوَجَّهُ في هذا أسئلةٌ كَثِيرَةٌ بِحَسَبِ شَخْصٍ شَخْصٍ ، وهِيَ مُنْقَادَةٌ لِمَنْ أُعْطِيَ فَهْماً في كِتَابِ اللَّه عز وجل ، وقد قال صلى الله عليه وسلم لأصْحابِه : " والَّذِي نَفْسِي بِيَدِه ، لَتُسْأَلُنَّ عَنْ نَعِيمِ هذا الْيَوْمِ " ، الحديثُ في الصحيح ؛ إذْ ذَبَحَ لَهُمْ أبُو الهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ شَاةً وَأَطْعَمَهُمْ خُبْزاً وَرُطَباً ، واستعذب لَهُمْ مَاءً . وَعَنْ أبي هريرةَ في حديثهِ في مسيرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأبي بكرٍ وعمرَ إلى بَيْتِ أبي الهَيْثَمِ ، وأكْلِهِمُ الرُّطَبَ وَاللَّحْمَ وَشُرْبِهمُ المَاءَ ، وقوله صلى الله عليه وسلم : " هذا هُوَ النَّعِيمُ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ " ، وإنَّ ذَلِكَ كَبُرَ على أصحابهِ ، وإنَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَال : " إذا أَصَبْتُمْ مِثْلَ هذا وَضَرَبْتُمْ بِأَيْدِيكُمْ ، فَقُولُوا : باسم اللَّهِ ، وعلى بَرَكَةِ اللَّهِ ، وَإذَا شَبِعْتُمْ ، فَقُولُوا : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَشْبَعَنَا وَأَرْوَانَا ، وَأَنْعَمَ عَلَيْنَا وَأَفْضَلَ ، فَإنَّ هذا كَفَافٌ بِذَاكَ " ، هذا مختصرٌ رواه الحاكم في " المستدركِ " ، انتهى من «سلاح المؤمن » . قال الداوديُّ : وعن الحسنِ وقَتَادَة : ثَلاَثٌ لا يَسْأَلُ اللَّهُ عنهنّ ابنَ آدمَ ، ومَا عَدَاهُنَّ فيه الحسابُ والسؤال ؛ إلا مَا شَاءَ اللَّهُ : كسوةٌ يوارِي بها سوءَتَه ، وكِسْرَةٌ يَشُدَّ بِهَا صلبَه ، وبيتٌ يُكِنُّه مِنَ الحرِّ والبردِ ، انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.