الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ثُمَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يُخۡزِيهِمۡ وَيَقُولُ أَيۡنَ شُرَكَآءِيَ ٱلَّذِينَ كُنتُمۡ تُشَـٰٓقُّونَ فِيهِمۡۚ قَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ إِنَّ ٱلۡخِزۡيَ ٱلۡيَوۡمَ وَٱلسُّوٓءَ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ} (27)

ثم قال [ تعالى{[38807]} ] : { ثم يوم القيامة يخزيهم } [ 27 ] .

أي : ثم يذلهم يوم القيامة مع ما فعل بهم في الدنيا .

ويقول لهم : { أين شركائي } الذين زعمتم في الدنيا أنهم شركائي فما لهم{[38808]} لا ينقذونكم من العذاب{[38809]} . وقال ابن عباس { تشاقون فيهم } : تخالفون فيهم{[38810]} . وقيل معناه : تحاربون{[38811]} . وأصله من شاققت فلانا ، إذا فعل كل واحد منهما بصاحبه ما يشق عليه{[38812]} .

ثم قال تعالى : { قال الذين أوتوا العلم إن الخزي اليوم } أي : الذل والهوان { على الكافرين الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم } [ أي{[38813]} ] : وهم على كفرهم . وقيل : عنى بذلك من قتل ببدر من قريش . وقد أخرج إليها كرها ، قاله : عكرمة{[38814]} .

ثم قال/{ ما كنا نعمل من سوء } أي : قالوا ما كنا نعمل من سوء . وأخبر الله [ عز وجل{[38815]} ] عنهم : أنهم كدبوا ، وقالوا : ما كنا نعصي الله في الدنيا ، فكذبهم{[38816]} الله ، وقال : { بلى إن الله عليم } أي : بلى عملتم{[38817]} السوء ، إن الله عليم بعملكم{[38818]} .

ومعنى : { فألقوا السلم }{[38819]}أي : الاستسلام لأمر الله [ عز وجل{[38820]} ] لما عاينوا الموت{[38821]} . وقيل معناه : ألقوا الصلح{[38822]} لأنه قد تقدم ذكر المشاقة ، وبإزاء{[38823]} المشاقة – وهي العداوة - الصلح{[38824]} .


[38807]:ساقط من ق.
[38808]:ط: في ما لم.
[38809]:ط: من العذاب اليوم.
[38810]:انظر: قول ابن عباس في جامع البيان 14/98 والدر 5/127.
[38811]:قاله أبو عبيدة. انظر: مجاز القرآن 1/359.
[38812]:انظر: اللسان (شقق).
[38813]:ساقط من ط.
[38814]:انظر: جامع البيان 14/98 والمحرر 10/178 والجامع 10/66.
[38815]:ساقط من ق.
[38816]:ق: وكذبهم".
[38817]:ق: علمتم.
[38818]:و هو تفسير ابن جرير للآية. انظر: جامع البيان 14/99.
[38819]:انظر: جامع البيان 14/98 والمحرر 10/178 والجامع 10/66.
[38820]:ساقط من ق.
[38821]:في أن الاستسلام، غريب القرآن 243 وجامع البيان 14/99، ومعاني الزجاج 3/195، والمحرر 10/177 والجامع 10/66 ونسبه لقطرب.
[38822]:ط: " ... القوا السلم الصلح"
[38823]:ط : "وبان".
[38824]:وهو قول الزجاج، انظر: معاني الزجاج 3/195، وفي الجامع 10/66 أنه قول الأخفش.