ثم رجى سبحانه عباده بقوله : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ } [ طه : 82 ] والتوبة من ذنب تصح مع الإقامة على غيره وهي توبة مفيدة وإذا تاب العبد ، ثم عَاوَدَ الذنب بعينه بعد مُدّة فيحتمل عند حُذَّاق أهل السنة : أَلاَّ يعيدَ اللّهُ تعالى عليه الذنبَ الأول لأن التوبةَ قد كانت محْتهُ ، ويُحتمل : أن يعيده ؛ لأنها توبةٌ لم يوف بها ، واضطرب الناس في قوله سبحانه : { ثُمَّ اهتدى } من حيث وَجَدُوا الهدى ضمن الإيمان والعمل ؛ فقالت فرقة : ثم لزم الإسلام حتى يموت عليه .
وقيلَ : غير هذا ، والذي يقوى في معنى : { ثُمَّ اهتدى } أن يكون : ثم حفظ معتقداتِه من أن تخالف الحق في شَيْء من الأَشياء فإن الاهتداءَ على هذا الوجه غيرُ الإيمان ، وغيرُ العَمَلِ وَرُبَّ مُؤْمِنٍ عمل صالحاً قد أوبقه عدم الاهْتداء كالقدرية والمُرْجِئة ، وسائر أهل البدع ، فمعنى : { ثُمَّ اهتدى } : ثم مشى في عقائد الشَّرْعِ على طريقٍ قَوِيم جعلنا اللّه منهم بمنه وفي حِفْظ المعتقَدَاتِ ينحصر معظم أمر الشرع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.