فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِنِّي لَغَفَّارٞ لِّمَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا ثُمَّ ٱهۡتَدَىٰ} (82)

{ وإني لغفار لمن تاب } من الذنوب التي أعظمها الشرك بالله أو من الشرك قاله ابن عباس { و آمن } بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وقال ابن عباس : وحد الله { وعمل } عملا { صالحا } مما ندب إليه الشرع وحسنه ، وقال ابن عباس : أدى الفرائض وظاهر اللفظ يشمل الفرض والنفل .

{ ثم اهتدى } أي استقام واستمر على ذلك حتى يموت ، قاله الزجاج وغيره وقال سعيد بن جبير : لزم السنة والجماعة ، وعن ابن عباس قال : من تاب من الذنب وآمن من الشرك وعمل صالحا فيما بينه وبين ربه ثم اهتدى أي علم أن لعمله ثوابا وعلى تركه عقابا يجزى عليه ، وقيل تعلم العلم ليهتدي به ، وقيل لم يشك في إيمانه والأول أرجح مما بعده ، و { ثم } إما للتراخي باعتبار الانتهاء لبعده عن أول الاهتداء أو الدلالة على بعد ما بين المرتبتين فإن المداومة أعظم و أعلى من الشروع .

والإيضاح أن المراد الاستمرار على تلك الطريقة إذ المهتدي في الحال لا يكفيه ذلك في الفوز بالنجاة ، حتى يستمر عليه في المستقبل ويموت عليه ، قاله الكرخي .