الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قَالُواْ مَآ أَخۡلَفۡنَا مَوۡعِدَكَ بِمَلۡكِنَا وَلَٰكِنَّا حُمِّلۡنَآ أَوۡزَارٗا مِّن زِينَةِ ٱلۡقَوۡمِ فَقَذَفۡنَٰهَا فَكَذَٰلِكَ أَلۡقَى ٱلسَّامِرِيُّ} (87)

وقرأ نافعٌ ، وعَاصِمٌ : «بِمَلْكِنَا » [ طه : 87 ] .

بفتح الميم ، وقرأ حمزةُ الكِسَائِيُّ : «بِمُلْكنا » بضمة ، وقرأ ابن كَثِير ، وأَبُو عَمْرو ، وابن عَامرٍ : «بِمِلْكِنَا » بكسرة فأما فتحُ الميم ، فهو مصدرٌ من ملك ، والمعنى : ما فعلنا ذلك بأنا ملكنا الصواب ، ولا وُفِّقْنا له ، بل غلبتنا أنفُسُنا ، وأَما كسرُ المِيم ، فقد كثر استعماله فيما تحوزه اليدُ ، ولكنه يستعمل في الأمور الَّتي يُبْرمها الإِنسان ، ومعناها كمعنى التي قبلها ، والمصدرُ مضافٌ في الوجهين إلى الفاعل .

وقولهم : { وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَاراً } . سموها أوزاراً من حيث هي ثَقِيلة الإجرام ، أو من حيثُ تأَثَّموا في قذفها ، وقرأ أبو عمرو ، وحمزةُ ، والكسائيُّ : «حَمَلْنَا » بفتح الحاء ، والميم .

وقولهم : { فَكَذَلِكَ } أيْ : فكما قذفنا نحن ، فكذلك أيضاً ألقى السامري .