الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{۞إِنَّ ٱللَّهَ يُمۡسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ أَن تَزُولَاۚ وَلَئِن زَالَتَآ إِنۡ أَمۡسَكَهُمَا مِنۡ أَحَدٖ مِّنۢ بَعۡدِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِيمًا غَفُورٗا} (41)

وقوله : { أَن تَزُولاَ } أي : لئلا تزولا ومعنى الزوال هنا : التنقلُ من مكانها ، والسُّقُوطُ من عُلُوَّهَا . وعن ابن مسعودٍ أن السَّماءَ لا تدورُ وإنما تَجْرِي فيها الكواكبُ .

وقوله تعالى : { وَلَئِن زَالَتَا } قيل : أراد يوم القيامة . وقوله تعالى : { إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ } أي : من بعد تركه الإمساك .

قال ( ص ) : { إِن أَمْسَكَهُمَا } : ( إن ) : نافية بمعنى ، ما وأمسَك : جواب القسم المقدَّرِ قبل اللام الموطئة في { لَئِنْ } ، وهو بمعنى : يمسك ؛ لدخول أن الشرطية ؛ كقوله تعالى : { وَلَئِنْ أَتَيْتَ الذين أُوتُواْ الكتاب بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ } [ البقرة : 145 ] أي : ما يتبعون وكقوله : { وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا } إلى قَوْلِهِ : { لَّظَلُّواْ مِن بَعْدِهِ } [ الروم : 51 ] أي : لَيَظُلْونَ ، وحذف جواب إن في هذه المواضع لدلالةِ جوابِ القَسَمِ عليه .

وقوله : { مِنْ إِحْدَى } { مِن } : زائدة لتأكيد الاستغراق انتهى .