الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنَّكَ تَرَى ٱلۡأَرۡضَ خَٰشِعَةٗ فَإِذَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهَا ٱلۡمَآءَ ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡۚ إِنَّ ٱلَّذِيٓ أَحۡيَاهَا لَمُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰٓۚ إِنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (39)

ثم ذكر تعالى آيةً منصوبةً ؛ ليعتبر بها في أمر البعث من القبور ، ويستدِلَّ بما شُوهِدَ من هذه على ما لم يُشَاهَدْ ، فقال : { وَمِنْ آياته أَنَّكَ تَرَى الأرض خاشعة } الآية ، وخشوع الأرض هو ما يظهر عليها من استكانة وشَعَثٍ بالجَدْبِ ، فهي عابسةٌ كما الخاشِعُ عَابِسٌ يكاد يَبْكِي ، واهتزاز الأرض : هو تَخَلْخُلُ أجْزَائِهَا وَتَشَقُّقُهَا للنبات ، ورُبُوُّهَا : هو انتفاخها بالماء وعُلُوُّ سطحِها به ، وعبارة البخاريِّ : اهتزت بالنبات ، ورَبَت : ارتفعَت اه ، ثم ذكر تعالى بالأمر الذي ينبغي أنْ يُقَاسَ على هذه الآية ، والعبرة ، وذلك إحياء الموتى ، فقال : { إِنَّ الذي أَحْيَاهَا لَمُحْي الموتى إِنَّهُ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } والشيء في اللغة : الموجود .