الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَلَا تَسۡتَوِي ٱلۡحَسَنَةُ وَلَا ٱلسَّيِّئَةُۚ ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِي بَيۡنَكَ وَبَيۡنَهُۥ عَدَٰوَةٞ كَأَنَّهُۥ وَلِيٌّ حَمِيمٞ} (34)

قال أبو حَيّان : { وَلاَ السيئة } «لا » زائدة للتوكيدِ ، انتهى .

وقوله تعالى : { ادفع بالتي هِي أَحْسَنُ } آية جَمَعَتْ مكارمَ الأخلاقِ وأنواعَ الحِلْمِ ، والمعنى : ادفع ما يعرض لك مع الناس في مخالطتهم بالفعلة أو بالسيرة التي هي أَحْسَنُ ، قال ابن عبَّاس : أمره اللَّه تعالى في هذه الآية بالصَّبْر عند الغَضَبِ ، وَالحِلْمِ عند الجَهْل ، والعَفْوِ عِنْدَ الإسَاءَةِ ، فإذا فعل المؤمنُونَ ذلك ، عَصَمَهُمُ اللَّه من الشيطان ، وخضع لهم عَدُوُّهم ، { كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ } البخاريُّ : وليُّ حميم أي : قريب ، انتهى ، ، وفسَّر مجاهدٌ وعطاءٌ هذه الآية بالسَّلاَمِ عند اللِّقاء ، قال ( ع ) : ولا شَكَّ أنَّ السلام هو مبدأُ الدَّفْعِ بالتي هي أحسن ، وهو جزء منه .