الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{عَلَّمَ ٱلۡقُرۡءَانَ} (2)

وقوله : { عَلَّمَ القرآن } تعديد نعمةٍ ، أي : هو مَنَّ به ، وعَلَّمَهُ الناسَ ، وخَصَّ حُفَّاظَهُ وَفَهَمَتَهُ بالفضل ؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم : «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ » ، ومن الدليل على أَنَّ القرآنَ غيرُ مخلوقٍ ، أَنَّ اللَّه تعالى ذكر القرآن في كتابه في أربعة وخمسين موضعاً ما فيها موضِعٌ صَرَّحَ فيه بلفظ الخلق ، ولا أشار إليه ، وذكر الإنسانَ على الثُّلُثِ من ذلك في ثمانيةَ عَشَرَ موضعاً كُلُّها نَصَّتْ على خلقه ، وقد اقترن ذكرُهُمَا في هذه السورة على هذا النحو ، والإنسان هنا اسم جنس ؛ قاله الزَّهْرَاوِيُّ وغيره ، قال الفخر : { الرحمن } : مبتدأ خبره الجملة الفعلية التي هي { عَلَّمَ القرآن } ، انتهى .