فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{عَلَّمَ ٱلۡقُرۡءَانَ} (2)

قال الزجاج : معنى : { عَلَّمَ القرءان } يسّره . قال الكلبي : علم القرآن محمداً وعلمه محمد أمته ، وقيل : جعله علامة لما يعبد الناس به ، قيل : نزلت هذه الآية جواباً لأهل مكة حين قالوا : { إنما يعلمه بشر } [ النحل : 103 ] ، وقيل : جواباً لقولهم : وما الرحمن ؟ ولما كانت هذه السورة لتعداد نعمه التي أنعم بها على عباده قدم النعمة التي هي أجلها قدراً وأكثرها نفعاً وأتمها فائدة وأعظمها عائدة ، وهي نعمة تعليم القرآن ، فإنها مدار سعادة الدارين ، وقطب رحى الخيرين ، وعماد الأمرين .