فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{عَلَّمَ ٱلۡقُرۡءَانَ} (2)

{ علم القرآن } أي : يسره للذكر ، ليحفظ ويتلى ، قاله الزجاج قال الكلبي : علم القرآن محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلمه محمد صلى الله عليه وسلم أمته ، وقيل : علم جبريل القرآن ، وقيل : علم الإنسان ، وهذا أولى لعمومه ، ولأن قوله : خلق الإنسان دال عليه ، وقيل : جعله علامة لما يعبد الناس به ، وآية يعتبر بها ، قيل : نزلت هذه الآية جوابا لأهل مكة حين قالوا : إنما يعمله بشر . وقيل : جوابا لقولهم ، وما الرحمن ؟ ولما كانت هذه السورة لتعديد نعمه التي أنعم بها على عباده ، قدم النعمة التي هي أجلها قدرا ، وأكثرها نفعا ، وأعلاها رتبة ، وأتمها فائدة وأعظمها عائدة ، وهي نعمة تعليم القرآن العزيز ، فإنها مدار سعادة الدارين ، وقطب رحي الخيرين ، وعماد الأمرين وسنام الكتب السماوية . المنزل على أفضل البرية .