الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} (13)

و{ الآلاء } : النِّعَمُ ، والضمير في قوله : { رَبِّكُمَا } للجن والإنس اللَّذَيْن تضمَّنهما لفظُ الأَنامِ ، وأيضاً ساغ تقديمُ ضميرهما عليهما ؛ لذكر الإنسان والجانِّ عَقِبَ ذلك ، وفيه اتساع ، وقال منذر بن سَعِيدٍ : خُوطِبَ مَنْ يعقِلُ ؛ لأَنَّ المخاطبة بالقرآن كُلِّه هي للإنس والجن ، وعن جابر قال : " قرأ علينا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سُورَةَ الرحمن ، حَتَّى خَتَمَهَا ، ثُمَّ قَالَ : ( مَالي أَرَاكُمْ سُكُوتاً ؟ لَلْجِنُّ كَانُوا أَحْسَنَ رَدًّا مِنْكُمْ ؛ مَا قَرَأْتُ عَلَيْهِمْ هَذِهِ الآيةَ مِنْ مَرَّةٍ : { فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } إلاَّ قَالُوا : لاَ بِشَيْءٍ مِنْ نِعَمِكَ رَبّنَا نُكَذِّبُ ) .