تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{عَلَّمَ ٱلۡقُرۡءَانَ} (2)

الآيتان 1و2 قوله تعالى : { الرحمان } { علم القرآن } قد عرفت العرب ، وعلمت أن الرحمان على ميزان فعلان مشتق من الرحمة . لكن أحدا من الخلائق لا يبلغ في الرحمة مبلغا يستحق التسمية به رحمان . لذلك خص الله تعالى نفسه بتسمية رحمان ، وإن كان مشتقا من الرحمة كالرحيم ، وجاز تسمية غيره رحيما ، والله أعلم .

وقوله تعالى{ علم القرآن } ذكر أن الرحمان { علم القرآن } ولم يذكر لمن علمه ، فجائز أن يكون المراد منه أنه تبارك ، وتعالى { علّم القرآن } رسولنا صلى الله عليه وسلم ثم يخرج ذلك على وجوه .

أحدها : أنه جبرائيل عليه السلام {[20239]}{ علمه شديد القوى } { ذو مرّة فاستوى } [ النجم : 5و 6 ] لكن خرجت الإضافة إلى الله تعالى لما أنه علمه بأمره .

والثاني أضاف التعليم إلى نفسه لما أنه هو الذي أثبته في قلبه حتى لا ينساه كقوله تعالى { سنقرئك فلا تنسى } [ الأعلى : 6 ] وقوله تعالى { لا تحرك به لسانك لتعجل به } { إن علينا جمعه وقرآنه } [ القيامة : 16 و 17 ] وقوله تعالى : { كذلك لنثبّت به فؤادك } [ الفرقان : 32 ] .

والثالث أضاف إلى نفسه وأنه علمه جبرائيل عليه السلام لأنه هو الخالق لفعل التعليم من جبرائيل عليه السلام .


[20239]:أدرج بعدها في الأصل وم: حتى.