الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا صُمّٞ وَبُكۡمٞ فِي ٱلظُّلُمَٰتِۗ مَن يَشَإِ ٱللَّهُ يُضۡلِلۡهُ وَمَن يَشَأۡ يَجۡعَلۡهُ عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (39)

قوله سبحانه : { والذين كَذَّبُواْ بآياتنا صُمٌّ وَبُكْمٌ . . . } [ الأنعام :39 ] .

كأنه قال : وما من دَابَّةٍ ، ولا طائر ، ولا شَيْءٍ ، إلاَّ وفيه آية منصوبة دالة على وَحْدَانِيَّةِ اللَّه تعالى ، ولكن ( الذين كَذَّبُوا بآياتنا صُمّ وبكم ) لا يتلقون ذلك ، ولا يَقْبَلُونَهُ ، وظاهر الآية أنها تعمُّ كل مُكَذِّبٍ .

وقال النقاش : نزلت في بني عَبْدِ الدَّارِ .

قال ( ع ) : ثم تَنْسَحِبُ على سواهم ، وقوله : { فِي الظلمات } يَنُوبُ عن عمي ، و{ في الظلمات } أَهْوَل عبارة ، وأفصح ، وأوقع في النَّفْسِ .

قال أبو حَيَّانَ : { فِي الظلمات } خبر مبتدأ مَحْذُوفٍ ، أي : هم في الظلمات ، أو صفة ل { بِكُمْ } ، أي : كائنون في الظلمات ، أو حال من الضمير المقدر في الخبر ، أي : ضالون في الظلمات ، انتهى .