الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَقَالُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ عَلَيۡهِ ءَايَةٞ مِّن رَّبِّهِۦۚ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰٓ أَن يُنَزِّلَ ءَايَةٗ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (37)

قوله سبحانه : { وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ }[ الأنعام :37 ] .

( لَوْلاَ ) تحضيض بمعنى «هلاَ » ، ومعنى الآية : هلا نزل على محمد بَيَانٌ واضح كَمَلَكٍ يَشْهَدُ له ، أو كَنْزٍ ، أو غير ذلك من تَشَطُّطهِم المَحْفُوظِ في هذا ، ثم أُمِرَ عليه السلام بالرَّدِّ عليهم بأن اللَّه عز وجل قَادِرٌ على ذلك ، { ولكن أكثرهم لا يَعْلَمُونَ } أنها لو نَزَلَتْ ، ولم يؤمنوا لَعُوجِلُوا بالعَذَابِ ، ويحتمل { ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } أنه سبحانه إنما جعل الإِنْذَارَ في آيات معرضة للنظر ، والتأمُّلِ ليهتدي قَوْمٌ ، ويضل آخرون .