الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قَالُواْ يَٰمُوسَىٰٓ إِمَّآ أَن تُلۡقِيَ وَإِمَّآ أَن نَّكُونَ نَحۡنُ ٱلۡمُلۡقِينَ} (115)

قوله تعالى : { قَالُواْ يا موسى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ نَحْنُ الملقين قَالَ أَلْقَوْاْ فَلَمَّا أَلْقُوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ الناس }[ الأعراف :115 و 116 ] وخيَّر السحرةُ موسى في أن يتقدَّم في الإِلقاء أو يتأخَّر ، وهذا فعْلُ المُدِلِّ الواثقِ بِنَفْسِهِ ، والظاهرُ أنَّ التقدُّم في التخْييلاتِ وَالمَخَارِيقِ أنْجَحُ ، لأنَّ بديهتها تمضِي بالنفُوس ، فليظهر اللَّه أمر نبوءة موسَى ، قوى نفسه ويقينه ، وِوَثقَ بالحَقِّ ، فأعطاهم التقدُّم ، فَنَشَطُوا وَسُرُّوا حتَّى أظهر اللَّه الحَق ، وأَبطَلَ سعيهم .