الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قَالَ أَلۡقُواْۖ فَلَمَّآ أَلۡقَوۡاْ سَحَرُوٓاْ أَعۡيُنَ ٱلنَّاسِ وَٱسۡتَرۡهَبُوهُمۡ وَجَآءُو بِسِحۡرٍ عَظِيمٖ} (116)

قوله سبحانه : { سَحَرُواْ أَعْيُنَ الناس } : نصٌّ في أن لهم فِعْلاً ما زائداً على ما يُحْدِثُونه من التزْوِيقِ ، { واسترهبوهم } بمعنى : أرهبوهم ، أي : فزَّعوهم ، ووصف اللَّه سبحانه سِحْرَهُمْ ب «العَظِيم » ، ومعنى ذلك مِنْ كثرته ، ورُوِي أنهم جَلَبُوا ثَلاَثِمَائَةٍ وَسِتِّينَ بعيراً موقُورَةً بالْحِبَالِ ، والعِصِيِّ ، فلما أَلْقَوْهَا ، تحرَّكت ، ومَلأَت الوادِيَ ، يركَبُ بعضُها بعضاً فاستهول النَّاس ذلك ، واسترْهَبَهم ، قال الزَّجَّاج : قيل : إنهم جعلوا فيها الزِّئْبَقَ ، فكانَتْ لا تستقرُّ .