وقوله سبحانه : { يا أيها النبي حَرِّضِ المؤمنين عَلَى القتال } [ الأنفال : 65 ] .
{ حَرِّضِ المؤمنين } ، أي : حُثَّهم وحُضَّهم ، وقوله سبحانه : { إِن يَكُن مِّنكُمْ } إلى آخر الآية ، لفظُ خبرٍ ، مضمَّنه وعدٌ بشرط ؛ لأن قوله : { إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صابرون } ، بمنزلة أنْ يقال : إِنْ يَصْبِرْ منكم عشرون يغلبوا ، وفي ضمنه الأمر بالصَّبر ، قال الفخر : وحَسُنَ هذا التكليفُ لما كان مسبوقاً بقوله : { حَسْبُكَ الله وَمَنِ اتبعك مِنَ المؤمنين } [ الأنفال : 64 ] . فلمَّا وعد اللَّه المؤمنين بالكِفَايَة والنصرِ ، كان هذا التكليفُ سَهْلاً ؛ لأن مَنْ تكلَّف اللَّه بنصره ، فإِن أَهْلَ العَالَمِ لاَ يَقْدِرُونَ عَلَى إيذَاءِهِ انتهى .
وتظاهرت الرواياتُ عن ابن عبَّاس وغيره من الصحابة ؛ بأنَّ ثبوت الواحدِ للعَشَرةِ ، كان فرضاً على المؤمنين ، ثم لمَّا شَقَّ ذلك عليهم ، حَطَّ اللَّه الفَرْضَ إِلى ثبوتِ الواحِدِ للاثنَيْنِ ، وهذا هو نَسْخُ الأَثْقَلِ بالأَخَفِّ ، وقوله : { لاَّ يَفْقَهُونَ } [ الأنفال : 65 ] معناه : لا يفهمون مراشِدَهم ، ولا مَقْصِدَ قتالهم ، لا يريدون به إِلا الغلبةَ الدنيويَّة ، فهم يخافُونَ المَوْت ؛ إِذا صُبَر لهم ، ومَنْ يقاتلْ ؛ ليَغْلِبَ ، أَو يُسْتشهد ، فيصير إِلى الجنة ، أثبَتُ قدماً لا محالة ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.