الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَرِّضِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ عَلَى ٱلۡقِتَالِۚ إِن يَكُن مِّنكُمۡ عِشۡرُونَ صَٰبِرُونَ يَغۡلِبُواْ مِاْئَتَيۡنِۚ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّاْئَةٞ يَغۡلِبُوٓاْ أَلۡفٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَفۡقَهُونَ} (65)

قوله : { يا أيها النبي حرض المومنين على القتال } إلى قوله : { مع الصابرين }[ 65 ، 66 ] .

والمعنى : إن الله تبارك وتعالى ، أمر نبيه عليه السلام ، أن يحث من آمن به على قتال المشركين{[27777]} .

و " التحريض " : الحث الشديد ، وهو مأخوذ من : " الحرض " ، وهو : مقاربة الهلاك{[27778]} .

قوله : { إن يكن منكم عشرون صابرون }[ 65 ] .

أي : يصبرون على لقاء العدو ، ويثبتون { يغلبوا مائتين }[ 65 ] .

من عدوهم ، { وإن تكن منكم مائة يغلبوا ألفا } ، من العدو ، { بأنهم قوم لا يفقهون }[ 65 ] ، أي : من أجل أن المشركين قوم يقاتلون على غير رجاء ثواب ، ولا لطلب أجر ، فهم لا يثبتون عند اللقاء ، خشية أن يقتلوا فتذهب دنياهم{[27779]} .


[27777]:انظر: جامع البيان 14/50، ومعاني القرآن للزجاج 2/423.
[27778]:قال الزجاج في معاني القرآن 2/423، :"وتأويل التحريض في اللغة: أن يحث الإنسان على الشيء حثا يعلم معه أنه حارض إن تخلف عنه. والحارض: الذي قد قارب الهلاك". وفي أحكام القرآن لابن العربي 2/877: "قوله {حرض}، أي: أكد الدعاء، وواظب عليه، يقال: حارض على الأمر، وواظب، بالظاء المعجمة، وواصب بالصاد غير المعجمة، وواكب بالكاف، إذا أكد فيه ولازمه". انظر: اللسان /حرض. وانظر نموذجا من أساليب التحريض عند الرسول صلى الله عليه وسلم في تفسير ابن كثير 2/324.
[27779]:جامع البيان 14/51، باختصار.