الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ} (24)

قوله سبحانه : { قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ } [ التوبة : 23 ] .

هذه الآيةُ تقوِّي مذهب مَنْ رأى أن هذه الآية والَّتي قبلها إنما مقصودُهُما الحَضِّ على الهجْرة ، وفي ضمْن قوله : { فَتَرَبَّصُوا } : وعيدٌ بيِّن .

وقوله : { بِأَمْرِهِ } ، قال الحَسَنُ : الإشارة إلى عذابٍ أو عقوبةٍ من الله تعالى ،

وقال مجاهدٌ : الإِشارة إِلى فتح مكَّة ، وذكر الأَبناء في هذه الآية دون التي قَبْلَها ، لما جلبتْ ذِكرهم المَحَبَّة ، والأبناء : صَدْرٌ في المحبة وليسوا كذلك ، في أن تتبع آراؤهم ؛ كما في الآية المتقدمة ، واقترفتموها : معناه : اكتسبتموها ، { ومساكِنُ } : جَمْعُ مَسْكَنٍ بفتح الكاف ، مَفْعَلٌ من السُّكْنَى ، وما كان من هذا معتلَّ الفاءِ ، فإِنما يأتي على مَفْعِلٍ ( بكسر العين ) ؛ كموعِدٍ ومَوْطِنٍ .