الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{ثُمَّ أَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَعَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودٗا لَّمۡ تَرَوۡهَا وَعَذَّبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (26)

وقوله سبحانه : { ثُمَّ أَنزَلَ الله سَكِينَتَهُ } [ التوبة : 26 ] .

السكينةُ : النَّصْر الذي سَكَنَتْ إِليه ومعه النفُوسُ ، والجنودُ : الملائكةُ ، والرُّعْبُ ، قال أبو حاجز يزيدُ بنُ عامرٍ : كان في أجوافنا مثلُ ضَرْبَةِ الحَجَرِ في الطَّسْتِ من الرُّعْبِ ، { وَعذَّبَ الذين كَفَرُوا } ، أيْ : بالقتل والأسْرِ ، وروَى أبو داود ، عن سهل بن الحَنْظَلِيَّة أنهم سَارُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ ، فأَطْنَبُوا السَّيْرَ حَتَّى كَانَ عشِيَّةً ، فَحَضَرَتِ الصَّلاَةُ مع رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَارِسٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي انطلقت بَيْنَ أَيْدِيكُمْ حتى طَلَعْتُ جَبَلَ كَذَا وَكَذَا ، فَإِذَا أَنا بِهَوَازِنَ عَلَى بَكْرَةِ أَبِيهِم بظُعُنِهِمْ وَنَعَمِهِمْ ، وشِيَاهِهِمْ ، اجتمعوا إِلَى حُنَيْنٍ ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَقَالَ : ( تِلْكَ غَنِيْمَةُ المُسْلِمِينَ غَداً ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ ) الحديثَ ، انتهى .

فكانوا كذلك غنيمةً بحَمْد اللَّه ، كما أخبر صلى الله عليه وسلم .