تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ} (24)

وقوله تعالى : ( قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا ) هو مقابل قوله : ( الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ) إلى آخره [ التوبة : 20 ] .

وقوله تعالى : ( إن كان آباؤكم وأبناؤكم ) وما ذكروا ، أي إن كانت طاعة هؤلاء ورضاهم أحب إليكم من طاعة الله وطاعة رسوله ورضاه وأحب من الجهاد في سبيله ( فتربصوا حتى يأتي الله بأمره ) هو حرف وعيد ؛ أي انتظروا ( حتى يأتي الله بأمره ) أي بعذابه .

قال أهل التأويل : ( حتى يأتي الله بأمره ) في فتح مكة . ودل ما ذكر في قوله : ( إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُم ) على أن المراد من قوله : ( لا تتخذوا آباءكم ) الآباء والأبناء جميعا ( وإخوانكم ) الإخوان وجميع المتصلين بهم . دليله ما ذكر في آخره حيث قال : ( إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ /210-أ/َوأزواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ ) ذكر الأبناء والأزواج والعشيرة ، والله أعلم .

وقوله تعالى : ( وأموال اقترفتموها ) قال بعضهم اكتسبتموها . وقال أبو بكر الأصم ( وأموال اقترفتموها ) أي أموال جعلوها حلالا وحراما ، ويقولون : الله أذن لنا في ذلك كقوله : ( قل آرايتم ما أنزل الله من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل ءالله أذن لكم )[ يونس : 59 ] في ذلك ؟ وقوله تعالى : ( وتجارة تخشون كسادها ) كانوا يخشون فواتها وذهابها لا الكساد ؛ إذ في الهجرة تركها رأسا .