فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{يَمۡحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰاْ وَيُرۡبِي ٱلصَّدَقَٰتِۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} (276)

275

{ يمحق } يذهب البركة . { كفار } مبالغ في الكفر . { أثيم } مبالغ في الذنب .

{ يمحق الله الربا ويربي الصدقات } والمحق نقص الشيء حالا بعد حال ومنه محاق القمر وكل من محق الربا وإرباء الصدقات إما في الدنيا وإما في الآخرة وذلك أن الغالب في المربي وإن كثر ماله أن تؤول عاقبته إلى الفقر وتزول البركة عن ماله وذلك لدعاء الناس عليه وبغضهم إياه لسقوط عدالته وشهرته بالفسق والعدوان-{[837]} . . وعن ابن عباس في تفسير هذا المحق أن الله تعالى لا يقبل منه صدقة ولا جهاد ولا حجا ولا صلة ،

{ والله لا يحب كل كفار أثيم } إن المصر على استحلال الحرام واستمرار الربا والسحت مبالغ في الكفر لا يحبه المولى سبحانه وكذا من تمادى في اقتراف الأوزار وأكل الربا فإنه مبالغ فيه في الإثم موغل في الفسوق والله لا يحب الكافرين ولا الفاسقين فكيف بالمبالغين في الغي والكفران .


[837]:من تفسير غرائب القرآن.