تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَمۡحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰاْ وَيُرۡبِي ٱلصَّدَقَٰتِۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} (276)

الآية 276 وقوله تعالى : { يمحق الله الربا ويربي الصدقات } ؛ قيل : { يمحق } يهلك ، وقيل[ { يمحق } ]{[3415]} يبطل ، ولكن أصل المحق هو رفع البركة ؛ وذلك أن الناس يقصدون بجميع الأموال والشح عليها لينتفع أولادهم من بعدهم إشفاقا عليهم ، وكذلك يمتنعون عن التصدق على الناس ، فأخبر الله تعالى [ أن ]{[3416]} الأموال التي جمعت من جهة الربا{[3417]} لا ينتفع أولادهم بها ، وهو المر الظاهر في الناس ، وأخبر أن الصدقات التي لا يمتنعون عن الانفاق عنها تربي ، وتختلف أولادهم إذا تصدقوا ، ويمحق الربا ؛ ويرفع البركة عنها حتى لا ينتفع أولادهم بها ؛ وهو ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، : ( كل متبايعين بالخيار ، ما لم يتفرقا ، فإن صدقا ، وبينا ، بورك لهما فيه ، وإن كذبا ، وكتما ، محقت عنها البركة ) [ البخاري : 2110 ] .


[3415]:من ط ع.
[3416]:ساقطة من النسخ الثلاث.
[3417]:أدرج بعدها في النسخ الثلاث: أن.