التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{يَمۡحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰاْ وَيُرۡبِي ٱلصَّدَقَٰتِۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} (276)

قوله تعالى{ يمحق الله الربا . . . }

قال ابن ماجة : حدثنا العباس بن جعفر . ثنا عمرو بن عون . ثنا يحيى بن أبي زائد ، عن إسرائيل ، عن دكين بن الربيع بن عميلة ، عن أبيه ، عن ابن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما أجد أكثر من الربا إلا كان عاقبة امره إلى قلة " .

( السنن-التجارات ، ب التغليظ في الربا-2279 . قال البوصيري : هذا إسناد صحيح رجاله ثقات( مصباح الزجاجة 2/24 ) ، رواه الإمام احمد في مسنده من حديث ابن مسعود أيضا( المسند 1/424 ، 395 ) . والحاكم وقال : صحيح الإسناد ، ووافقه الذهبي( المستدرك2/37 ) ، وحسنه ابن حجر( الفتح4/315 ) . وقال الألباني : صحيح . ( صحيح ابن ماجة 2/28 ) .

قال ابن كثير : يخبر الله تعالى انه يمحق الربا أي يذهبه غما بأن يذهبه بالكلية من يد صاحبه او يحرمه بركة ماله فلا ينتفع به بل يعدمه به في الدنيا ويعاقبه عليه يوم القيامة كما قال تعالى{ قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث }وقال تعالى{ ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم }وقال{ وما أوتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله }الآية .

قوله تعالى{ ويربي الصدقات }الآية .

قال الشيخ الشنقيطي : ذكر في هذه الآية الكريمة انه تعالى يربي الصدقات وبين في موضع آخر ان هذا الإرباء مضاعفة الأجر ، وانه يشترط في ذلك إخلاص النية لوجه الله تعالى وهو قوله تعالى{ وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون } .

أخرج البخاري : بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب-ولا يقبل الله إلا الطيب-فإن الله يتقبلها بيمينه ، ثم يربيها لصاحبه كما يربي احكم فلوه ، حتى تكون مثل الجبل " .

( الصحيح3/278 ح1410-ك الزكاة ، ب الصدقة من كسب طيب لقوله تعالى{ ويربي الصدقات . . . } ) . الفلو : المهر بعد الفطام .