فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{۞وَلَقَدۡ جَآءَكُم مُّوسَىٰ بِٱلۡبَيِّنَٰتِ ثُمَّ ٱتَّخَذۡتُمُ ٱلۡعِجۡلَ مِنۢ بَعۡدِهِۦ وَأَنتُمۡ ظَٰلِمُونَ} (92)

{ بالبينات } بالحجج المبينة لصدقه في دعوى الرسالة { اتخذتم العجل } عبدتم ما تصورتموه على هيئة ولد البقرة .

{ ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون } في الآية الحادية والخمسين من هذه السورة المباركة قبح الله تعالى اليهود باتخاذ العجل إلها وعبادته من دون الله جل علاه ، لكن هناك سبقت بقول الحق سبحانه { وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة } فإبان المواعدة وغيبة موسى عنهم وذهابه لميقات ربه تقربوا هم للعجل وههنا تنبيه على فرط قبحهم إذ ظهرت لهم المعجزات الواضحات البينات عن صدق كليم الله عليه السلام في حقيقة نبوته ثم عبدوا عجلهم الذي صنعه لهم وفتنهم به السامري فعلوا ذلك بعد مجيء الآيات والعلامات الشاهدة على أن موسى رسول رب العالمين وفي هذا بيان لإصرارهم على العناد على التكذيب ، مع ما فيه من تسلية لخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم وتثبيت له ولمن معه ، فإن صنيعهم لم ينل من صبر موسى لكنه ثبت على الدعوة إلى ربه والتمسك بدينه وشرعه .