{ اشتروا } باعوا { بغيا } حسدا أو فسادا وابتغاء وطلبا
{ فباءوا } فرجعوا { مهين } مذل
{ بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده } ساء ما باعوا به أنفسهم فقد بخسوها حظها من الرشد والسلامة وأوردوها الخزي والسعير والندامة بجحودهم الحق وقد علموه لكن قد كرهه إليهم الحسد المطغي فلم يطيقوا أن يروا نعمة النبوة والوحي تنال خاتم النبيين عليه صلوات الله وفي هذا يقول القرآن الكريم { أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا{[348]} } فباؤوا بغضب على غضب } فرجعوا وعادوا بمقت من الله واستحقاق لحلول نقمته سبحانه بهم ، فوق مقت واستحقاق مزيد من نقمة تضاف إلى سابقتها . عن الحسن وقتادة وغيرهما ما حاصله لابد من إثبات سببي غضب ، أحدهما تكذيبهم عيسى وما أنزل عليه ، والثاني تكذيبهم محمدا صلى الله عليه وسلم وما أنزل عليه فصار ذلك سببا بعد سبب لسخط بعد سخط . وعن السدي الأول لعبادة العجل والثاني لكتمانهم نعت محمد صلى الله عليه وسلم وجحدهم نبوته وعن عطاء وغيره المراد إثبات أنواع من الغضب مترادفة لأجل أمور موالية صدرت عنهم كقوله { . . عزير بن الله }{[349]} { . . يد الله مغلولة . . }{[350]} { إن الله فقير ونحن أغنياء }{[351]} . { وللكافرين عذاب مهين } أي ولهم عذاب فوضع
{ الكافرين } وضع المضمر ليدل على أنهم استحقوا العذاب والنقمة بسبب كفرهم { مهين } أي مضمر مذل مخز ولا يلزم من اقتران العذاب بالإهانة تكرار فقد يكون العذاب ولا إهانة كالوالد يؤدب ولده .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.