فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ} (5)

{ الرحمن على العرش استوى } [ المسلك الأسلم طريقة السلف ، وهو إمرار ما جاء في ذلك من الكتاب والسنة من غير تكييف ولا تحريف ، ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تمثيل ]{[1995]} ؛ و{ العرش } في اللغة : سرير الملك ، وفي الشرع سرير ذو قوائم له حملة من الملائكة عليهم السلام ، فوق السماوات . . . ويدل على أن له قوائم ما أخرجاه في الصحيحين عن أبي سعيد قال : جاء رجل من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد لطم وجهه فقال : يا محمد ! رجل من أصحابك قد لطم وجهي ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام : " ادعوه " فقال : " لم لطمت وجهه " ؟ فقال : يا رسول الله ! إني مررت بالسوق وهو يقول : والذي اصطفى موسى على البشر ! فقلت : يا خبيث ، وعلى محمد ؟ ! صلى الله عليه وسلم فأخذتني غضبة فلطمته ؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تخيروا بين الأنبياء فإن الناس يصعقون وأكون أول من يفيق فإذا أنا بموسى عليه السلام آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور " ؛ وعلى أن له حملة من الملائكة عليهم السلام قوله تعالى : { الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به . . ){[1996]} ؛ . . . . . . عن أم سلمة أنها قالت : الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإقرار به إيمان والجحود به كفر ؛ . . . وقد صح عن بعض السلف أنهم فسروا ، ففي صحيح البخاري قال مجاهد : استوى على العرش علا على العرش ؛ . . . . . قال اللقاني : أجمع الخلف ويعبر عنهم بالمؤولة ، والسلف ويعبر عنهم بالمفوضة على تنزيهه تعالى عن المعنى المحال الذي دل عليه الظاهر ، وعلى تأويله وإخراجه عن ظاهره المحال ، وعلى الإيمان به بأنه من عند الله تعالى جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإنما اختلفوا في تعيين محمل له معنى صحيح وعدم تعيينه . . . . . . . ويقال لتأويل السلف إجمالي ، ولتأويل الخلف تفصيلي ؛ انتهى ملخصا {[1997]} .


[1995]:ما بين العلامتين [ ] من تفسير القرآن العظيم.
[1996]:سورة غافر. من الآية 7
[1997]:ما بين العارضتين من روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني لأبي الفضل شهاب الدين محمود الألوسي البغدادي المتوفى سنة 1270 هـ رحمه الله تعالى؛ وقد أورد بحثا مطولا تزيد صفحاته على ثمان وتربو كلماته على الأربع آلاف جـ16. من ص 153 إلى ص 161.