قوله : { الرَّحْمانُ } العامة على رفعه ، وفيه أوجه :
أحدها : أنه بدل من الضمير المستكن في " خَلَقَ " ذكره ابن عطية{[23074]} ، ورده أبو حيان بأن البدل يحل محل المبدل منه ، ولو حل محله لم يجز لخلو الجملة الموصولة بها من رابط يربطها به{[23075]} .
الثاني : أن يرتفع على خبر مبتدأ مضمر تقديره : هو الرحمن{[23076]} .
الثالث : أن يرتفع على الابتداء مشاراً إلى " مَنْ خَلَقَ " والجملة بعده خبر . وقرأ جناح بن حُبَيش : " الرَّحْمنِ " مجروراً{[23077]} ، وفيه وجهان :
أحدهما : أنه بدل من الموصول . لا يقال : إنه يؤدي إلى البدل بالمشتق وهو قليل ، لأن ( الرحمن ) يجري مجرى الجوامد لكثرة إيلائه العوامل{[23078]} .
والثاني : أن يكون صفة للموصول أيضاً{[23079]} .
قال أبو حيان : ومذهب الكوفيين أن الأسماء النواقص ك " مَنْ " و " مَا " لا يوصف منها إلاَّ الذي وحده ، فعلى مذهبهم لا يجوز أن يكون صفة{[23080]} . قال ذلك كالراد على الزمخشري .
والجملة في قوله{[23081]} : { عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى } خَبَر لقوله { الرَّحْمنُ } على القول : بأنه مبتدأ ، أو خبر مبتدأ مضمر ، إن قيل : إنه مرفوع على خبر مبتدأ مضمر{[23082]} ، وكذلك في قراءة مَنْ جرَّه{[23083]} . وفاعل " اسْتَوَى " ضمير يعود على " الرَّحْمانُ " . وقيل : بل فاعله " مَا " الموصولة{[23084]} بعده{[23085]} ، أي : استوى الذي له ما في السموات قال أبو البقاء : وقال بعضُ الغلاةِ{[23086]} : " مَا " {[23087]} فاعل " اسْتَوَى " ، وهذا بعيد ، ثم هو غير نافع له في التأويل ، إذ يبقى قوله : { الرَّحْمنُ عَلَى العَرشِ اسْتَوَى } كلاماً تامّاً ومنه هرب{[23088]} . قال شهابُ الدين : هذا يُروى{[23089]} عن ابن عبَّاس ، وأنَّه كان يقفُ على لفظ " العَرْشِ " ثم يبتدئ ب{[23090]} " اسْتَوَى لَهُ مَا فِي السَّمَواتِ " ، وهذا لا يصح عنه{[23091]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.