فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ} (5)

وارتفاع { الرحمن } على أنه خبر مبتدأ محذوف كما قال الأخفش ، ويجوز أن يكون مرتفعاً على المدح أو على الابتداء . وقرئ بالجر ، قال الزجاج : على البدل ممن ، وجوز النحاس أن يكون مرتفعاً على البدل من المضمر في خلق ، وجملة { عَلَى العرش استوى } في محل رفع على أنها خبر لمبتدأ محذوف ، أو على أنها خبر الرحمن عند من جعله مبتدأ . قال أحمد بن يحيى : قال ثعلب : الاستواء : الإقبال على الشيء ، وكذا قال الزجاج والفراء . وقيل : هو كناية عن الملك والسلطان ، والبحث في تحقيق هذا يطول ، وقد تقدّم البحث عنه في الأعراف . والذي ذهب إليه أبو الحسن الأشعري أنه سبحانه مستوٍ على عرشه بغير حدّ ولا كيف ، وإلى هذا القول سبقه الجماهير من السلف الصالح [ الذي يمرون ] الصفات كما وردت من دون تحريف ولا تأويل .

/خ16