ثم قال : { الرحمن على العرض استوى }{[44852]}[ 4 ] .
وقال القتبي : استقر{[44853]} .
وقيل : معناه{[44854]} : استولى .
وأحسن الأقوال في هذه ( علا ) والذي يعتقده أهل السنة ، ويقولونه في هذا : إن الله جل ذكره ، سماواته على عرشه دون أرضه وأنه في كل مكان بعلمه ، وله تعالى ذكره كرسي وسع السماوات والأرض كما قال جل ذكره . وكذلك ذكر{[44855]} شيخنا أبو محمد بن أبي زيد{[44856]} رحمه الله .
وقد سأل رجل مالك عن هذا ، فقال له : كيف استوى ؟ فاحمرت وجنتا مالك ، وطأطأ رأسه ، ثم رفع رأسه فقال : الاستواء منه غير مجهول ، والكيف منه{[44857]} غير معقول ، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ، وإني أخاف أن يكون ضالا . أخرجوه ، فأخرج ، فناداه الرجل ، يا أبا عبد الله ، والله الذي لا إله غيره ، لقد سألت عن هذه المسألة أهل البصرة ، وأهل الكوفة ، وأهل{[44858]} العراق ، إلى أن وردت عليك ، فلم أجد أحدا وفق لما وفقت له .
وروي أن خباب بن الأرت قرأ ( طه ) على عمر بن الخطاب إلى قوله { فتردى } فأسلم عمر عند ذلك{[44859]} .
و( العلى ) تمام{[44860]} إن رفعت ( الرحمن على الابتداء ، أو على إضمار مبتدأ ، فإن جهلته بدلا من الضمير{[44861]} في ( خلق ) لم تقف عليه .
و( استوى ) تمام إن جعلت ( الرحمن ) بدلا من الضمير في ( خلق ) أو على إضمار مبتدأ ، فإن جعلت ( له من في السموات ) في موضع خبر الرحمن ، لم تقف على استوى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.