فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{قَالَ بَل رَّبُّكُمۡ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ ٱلَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا۠ عَلَىٰ ذَٰلِكُم مِّنَ ٱلشَّـٰهِدِينَ} (56)

{ قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين }

أأنت محق يا إبراهيم فيما تدعونا إليه أم أنت هازل لاعب ؟ ! { قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين } لما أبطل إبراهيم عليه السلام بالبرهان ما عكف عليه القوم من عبادة الأصنام والأوثان ، انتقل إلى إحقاق الحق ، والنداء على دعوة الصدق ، وساق الحجة والسلطان على أن الولي المستحق للعبادة هو الخالق المنعم المنان ؛ فأضرب عن تساؤلهم أجاد هو أم هازل ، وأنبأهم أن ربهم رب العالمين هو مبدع السماوات والأرضين ، ومنشئهما على غير مثال سبق ، وإني على يقين وتحقيق من أن هذا هو الحق المبين .

{ إن أبانا إبراهيم عليه السلام كان أمة ، وداعيا إلى الله قوي الحجة ، فقد أتاهم بالبرهان على زيف عبادة الأوثان ، ثم فصل من آيات ودلائل إتقان الصنعة ما يشهد بحكمة الصانع جل علاه : { إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون . قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين . قال هل يسمعونكم إذ تدعون . أو ينفعونكم أو يضرون . قالوا بلى وجدنا آباءنا كذلك يفعلون . قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون . أنتم وآباؤكم الأقدمون . فإنهم عدو لي إلا رب العالمين . الذي خلقني فهو يهدين . والذي هو يطعمني ويسقين . وإذا مرضت فهو يشفين . والذي يميتني ويحيين . والذي أطمع أن يغفر لي . خطيئتي يوم الدين ){[2161]} .


[2161]:سورة الشعراء. الآيات: من 40 إلى 82.