فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَإِنَّهُۥ لَتَنزِيلُ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (192)

{ رب العالمين } ولي العوالم كلها ، ومصلحها ، ومالكها ، ومطاعها .

{ الروح الأمين } روح القدس ، جبريل عليه السلام ، أمين الوحي .

{ وإنه لتنزيل رب العالمين192 نزل به الروح الأمين193 على قلبك لتكون من المنذرين194 بلسان عربي مبين195 وإنه لفي زبر الأولين196 أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل197 ولو نزلناه على بعض الأعجمين198 فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين199 كذلك سلكناه في قلوب المجرمين200 لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم101 فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون202 فيقولوا هل نحن منظرون203 أفبعذابنا يستعجلون204 }

يشهد ربنا الحق أن القرآن المجيد تنزيل من مصلح ومالك وولي الكون كله ، ومن هذا شأنه لا يصدر عنه إلا كل حكيم وحق ، وحامل هذا الوحي من الله إليك هو جبريل-عليه السلام- وإنه المفضل على سائر الملائكة ، وبحسبه شرفا بين الملأ الأعلى- ورفعتهم وعلو منزلتهم بالغة- أن كرمه الله تعالى فجعله الأمين على تبليغ رسالات الملك الكبير المتعال ذي الجلال- سبحانه- إلى رسله ، وإلى ذلك يشير قول الله- تبارك اسمه- : ( . . فإنه نزله على قلبك بإذن الله . . ){[2783]}وقوله عز شأنه : ( قل نزله روح القدس من ربك بالحق . . ){[2784]} ، وتأتي آيات متتابعات في سورة التكوير يثني الله تعالى فيها على الروح الأمين ، المنزل من الله بالقرآن العظيم : ( إنه لقول رسول كريم . ذي قوة عند ذي العرش مكين . مطاع ثم أمين ){[2785]} ، له مكان عند الله ومنزلة رفيعة ، مسموع القول مطاع هناك في السماوات ، مزكى من الله تعالى بالأمانة : { على قلبك لتكون من المنذرين }


[2783]:سورة البقرة. من الآية 97.
[2784]:سورة النحل. من الآية 102.
[2785]:سورة التكوير. الآيات: 19، 20، 21.