فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَٱجۡعَلۡنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ ٱلنَّعِيمِ} (85)

{ من ورثة جنة النعيم } ممن تبوئهم قصور الجنة .

ودعا الله تعالى أن يجعله من أصحاب الجنة وأهل الدرجات فيها ، أليس من فضل إبراهيم عليه السلام والذين آمنوا بدعوته أن جعلهم المولى سبحانه قدوة صالحة للصادقين في إيمانهم إلى يوم الدين ؟ يقول ربنا في كتابه المبين : )قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيينا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده . . ( {[3]}إلى قوله تبارك اسمه : )لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر . . ( {[4]}حتى ليجادل القرآن العظيم عن إبراهيم الخليل عليه الصلوات والتسليم فيما يبدو وكأنه رقة على أبيه الذي لم يستعلن بتوحيد ربنا الرحمان الرحيم فجاءت الآية المباركة تبين حقيقة أمره : )وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم( {[5]} .


[3]:- يتعبد.
[4]:- فضمني إلى صدره.
[5]:- سورة الأنعام. من الآية 148.