{ واتبعك الأرذلون } والحال قد اتبعك كل أرذل ، أي خسيس دنيء .
{ قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون } ، فرد قومه يمارون في الحق وقد تبين : أتريد أن نتابعك يا نوح على ما أنت عليه من الدين وقد آمن بك الضعفاء الذين لا رأي لهم ولا حسب ، كما حكى القرآن عنهم في آية كريمة أخرى : ( . . وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي . . ){[2717]} ، أي إن اتبعناك فسنسوى بهؤلاء الأخساء الأدنياء ، فلا يجمعنا وإياهم مجلس ، وكأنهم طالبوا بطرد هؤلاء المؤمنين المتواضعين ، لكنه عليه الصلوات والتسليم أيأسهم من تنحية هؤلاء المصدقين : ( . . ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم إني لمن الظالمين ){[2718]} .
حتى ليتراءى للمتدبر أن إفك المشركين ومراء المستكبرين يكاد لا يختلف :
( أتواصوا به بل هم قوم طاغون ){[2719]} ، لقد قال كبراء مكة لخاتم النبيين في ضعاف المؤمنين قريبا مما قال هؤلاء لنوح عليه الصلوات والتسليم ، فثبت الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم على الحق المبين ، وناداه : ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا . وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا . . ){[2720]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.